من يدعون لـ 11/11 يريدون إسقاط الوطن والنظام

2016-10-03-21-42-37-069

 

 

 

من يدعون لـ 11/11 يريدون إسقاط الوطن والنظام

 

 

بسمة حجازي

 

 

 

 

قبل 25 يناير، كانت هناك ظروف موضوعية، تمثلت فى الفساد والمحسوبية والرشوة وتزاوج المال والسلطة، وغياب العدالة، وتوزيع الدخل القومى غير العادل، وسيطرة الأمن على جميع المناحى، وغير ذلك كثير، ولكن لم يكن هناك التنظيم الثورى الذى يمتلك البرنامج الثورى للتغيير ليحقق الثورة المطلوبة، ولذا لم ينتج عن يناير غير إسقاط مبارك وكسر حاجز الخوف لدى الجماهير، وفى مقابل ذلك ولأسباب معروفة وبخطة موضوعة تم نشر الفوضى لإسقاط الدولة وليس النظام، فكان 28 يناير 2011 الذى راكم المشاكل وجذر الفوضى التى لازلنا نعانى منها حتى الآن وأصبحنا بالفعل شبه دولة. وجاء الإخوان فى عامهم المشؤوم فتراكمت المشاكل وبعدنا عن إعادة هيبة الدولة، بل انقسم المصريون كما لم يحدث لهم ومعهم، مثل هذا الانقسام من قبل، ولذا كانت القوات المسلحة هى القوى الشعبية الوطنية التى ترجمت آمال الشعب فى التخلص من نظامى مبارك والإخوان.

 

وأيضا إلى جانب عدم وجود تنظيم ثورى لم يكن هناك توافق ولا رؤية لكل من ادعوا أنهم من القوى السياسية والحزبية، فالأحزاب ورقية والنخبة السياسية لا تسعى لغير مصالحها الذاتية، والكل يعلم ويعرف هذه النخبة التى سايرت المجلس العسكرى دون طرح رؤية حقيقية للتغيير، فارتموا فى حضن الإخوان وابتلعوا الليمون، فلا تحققت الثورة ولا تم التغيير ولكن سرنا فى مسار ترحيل المشاكل والتدليس على القضايا وغياب الشفافية، فكانت هبة يونيو لا تملك غير المواجهة الحقيقية للإرهاب، ولمن يريدون سحق الوطن «عليا وعلى أعدائى»، فكانت المصارحة والمواجهة المطلوبة للسير فى طريق الإصلاح الاقتصادى.

 

وهنا لا نقول إننا نعيش أزهى العصور، فالمشاكل متراكمة والقضايا متداخلة والسياسة محاصرة وغائبة، والبرلمان لا دور له والحكومة لا تملك أى رؤية سياسية ومشكلة الدولار، وارتفاع الأسعار الخانقة والخطيرة والأهم لا يوجد عدالة فى توزيع الأعباء بين الفقير والغنى وبين الوزير والخفير، ولا يوجد أى شكل سياسى حقيقى للتواصل بين السلطة والجماهير لغياب حزب الأغلبية ولموات أحزاب الأقلية. ولكن مع ذلك برصد وتحليل نتائج ما حدث فى 25 يناير، وما ترتب عليها حتى الآن مع غياب أى تنظيم سياسى يرتبط بالجماهير، ويعبر عنها ويمتلك برنامج للتغيير. ما هى النتائج المتوقعة من دعوة 11/11؟ هل الهدف هو إسقاط السيسى والنظام تصفية لحسابات الإخوان؟ هل إثارة الفوضى وليس الثورة، لغياب أدواتها الحقيقية، سيحل المشاكل أم يراكمها؟ هل هناك خطة سحرية لحل المشاكل «خاصة الاقتصادية» لا يعلمها الشعب ولا تعرفها السلطة؟ وما هى؟ والأهم هل المشاكل تُحل والدول تُبنى والأنظمة تُصلح بالمظاهرات والفوضى أم بالعمل والنضال ودفع الثمن؟ هل فى ظروفنا الحالية يمكن لحاكم أو حكومة أن تحل هذه المشاكل بغير الشعب؟

 

نحن نعرف ما يجب على النظام فعله «وهو كثير»، ومتعدد، ومعلن طوال الوقت، ولكن هل هناك نخبة وأحزاب ومنظمات حددت دور الشعب، كل الشعب، فى المساهمة فى الحل وبناء الدولة التى تليق بنا؟ وهل الكلام والمظاهرات الآن بديل للعمل والإصلاح ومواجهة الفساد؟

 

من يدعون لـ 11/11 يريدون إسقاط الوطن والنظام ولا يعنيهم الإصلاح ولا يعرفون الثورة الحقيقية، فهم لا علاقة لهم بمصر ولا يعيشون فيها ومصالحهم تتعارض مع الشعب الحقيقى الذى يعانى، ولا يجد قوت يومه. نعم الإصلاح مطلوب والعدل فى توزيع الأعباء ضرورة وفتح باب السياسة واجب والارتباط بالجماهير للمناقشة والحوار، والمشاركة فرض.

 

مصر للمصريين الذين لا يملكون غيرها، وتقدمها لهم وخرابها عليهم. انظروا لما يحدث فى المنطقة، وساهموا فى بناء الوطن لأن مصر ليست للسيسى بل لكل المصريين

اترك تعليق