فى ذكرى وفاة كوكب الشرق “أم كلثوم” 42 .. مقتطفات من حياتها وإنشاء متحف بقريتها بالدقهلية تخليدا لها

كتبت : شيماء العدل

في الثالث من فبراير عام 1975، رحلت عن عالمنا واحدة من أكثر النساء تأثيراً في تاريخ الفن العربي، حتى أُطلق عليها كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي فهي “دائما” ماتأخذك بصوتها وألحانها وكلماتها إلى عالم آخر، عالم تمنى من بعدها الجميع الوصول إليه بصوتهم .

أم كلثوم هو الاسم الفني لـ “فاطمة إبراهيم البلتاجي” وهي مطربة مصرية، إشتهرت في مصر والعالم العربي والعالمي في القرن العشرين، ولقبت بـ “كوكب الشرق” و”سيدة الغناء العربي”.

ولدت أم كلثوم فى 4 مايو 1904 بقرية طماى الزهايرة مركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية والدها إبراهيم البلتاجي مؤذن القرية ، كانت تحفظ وتغني القصائد والتواشيح هي وأخاها خالد إبراهيم البلتاجي وهى في سن العاشرة كانت قد أصبحت تغني أمام الجمهور في بيت شيخ البلد في قريتها.

كانت بدايات أم كلثوم عام1916 حين تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد و أبو العلا محمد ،حين أقنعا الأب بالانتقال للقاهرة .و كانت تلك خطوت أم كلثوم الأولى ،حيث أحيت ليلة الاسراء و المعراج بقصر عز الدين يكن،و أعطتها سيدة القصرخاتما ذهبيا،و تلقت أم كلثوم ثلاثة جنيهات أجرا لها .

“أم كلثوم ” هكذا عرفها الملايين فى العالم العربى على مدى نصف قرن من العطاء المتواصل والنجاح الباهر بصوتها الجميل وأدائها الرائع وتعبيرها الأخاذ وبأحب ما تغنى به الناس من كلمات وألحان من فلاحة بسيطة فى إحدى القرى إلى كوكب الشرق ، رحلة مليئة بالكفاح والإصرار على التفوق حتى آخر العمر، وفى وسط الحروب والصراعات والملوك والبسطاء غنت أم كلثوم لمجد الجميع ولرفعتهم وأنشدت ما اهتزت له مشاعر العرب شرقا وغربا على مدى عشرات السنين.

قيل فى “أم كلثوم ” أنه لم يجتمع العرب على شيء مثلما اجتمعوا فى صوت أم كلثوم ، أضحى الغناء بصوتها رمزا للعروبة إذ أنها كانت تتأنى كثيرا فى اختيار ما تغنيه ، ولم تكن تقبل إلا شعر كبار الشعراء قديمهم وحديثهم .

عرف عن “أم كلثوم” شخصيتها القوية واحترامها لنفسها ولفنها فاحترمها الملوك والزعماء كما احترمها عامة الشعب وأحبها الناس فى كل مكان ، وتفردت بمكانة عالية فى الفن والمجتمع لم تصل إليها أية مطربة فى الشرق.

اختارت “أم كلثوم” لأبرع الملحنين وأهمهم محمد القصبجى وزكريا أحمد ورياض السنباطى ومحمد عبد الوهاب حفاظها على الصورة المحترمة للفن تطويعها للفن فى خدمة قضايا أمتها العامة إخلاصها لجمهورها بتقديم الجيد والجديد ومن أهم قصائدها ولد الهدى ، سلوا قلبى ، نهج البردة لأحمد شوقى ، رباعيات الخيام ترجمة أحمد رامى ، أراك عصى الدمع لأبى فراس الحمدانى و الأطلال لإبراهيم ناجى .

ومن أجمل ماغنت أم كلثوم “أنت عمرى وأراك عصى الدمع وسيرة الحب وبعيد عنك وفكرونى ولسه فاكر وهذه ليلتى وأسال روحك وحيرت قلبى معاك ورباعيات الخيام وفات الميعاد وليلة حب والأطلال وحب أيه ورباعيات الخيام وألف ليلة وليلة ” .

وبعد مرور 42 عاما عاد الأمل من جديد بتكملة مسيرة أم كلثوم ظهرت حفيدتها المطربة سناء نبيل “سومة الجديدة ” والتي اشتهرت في الآونة الأخيرة بصوتها الخلاب والذي أطربت بيه الآلاف في حفل ذكرى وفاة كوكب الشرق بكلية الحقوق بجامعة المنصورة.

وأطربت المستمعين بأغنية «برضاك» ثم «فكروني» ومن بعدهما «سيرة الحب» وانهالت هتافات الحاضرين بكلمات: «عظمة على عظمة يا ست»، «فكرتينا بالزمن الجميل»، كما طالب الجمهور بإعادة بعض الأغاني .

توفيت أم كلثوم فى القاهرة عن عمر يناهز 71 عاما منذ 42 عاما ، وانطفأت الشمعة التى أنارت قلوب الملايين وسكت الصوت الذى كان يشدو فى الدنيا كلها ولكن تبقى أغانيها فى قلوب محبيها .

كما قرر الحاج محمود عبد الفتاح النجار أحد أبناء قرية طماى الزهايرة التبرع بقطعة أرض بمسقط رأسها لإنشاء متحف يزوره عشاق سيدة الغناء العربى.

وأكد الحاج محمود أن أم كلثوم رمزا من رموز المحافظة وقامت بالكثير من أجل الوطن أثناء الحروب ولابد من رد لها الجميل على قائلا: “على الأقل يتعمل ليها متحف”.

تمثال ام كلثوم بالمنصورة

جنازة ام كلثوم
اترك تعليق