بالصور ..رمضان يواجه الفقر…ويمنح العاطلين فرصا لكسب الرزق الحلال

تقرير: أحمد القشاش

يتميز شهر رمضان عن غيره من شهور السنة الهجرية، لما له من طقوس،وعادات، ومهن يتميز بها في مصر، وتلك المهن التي تصارع طوال العام من أجل بقائها في الأسواق، تقف حائرة أمام التغيرات التكنولوجية؛ إلا أنها تنتشر بكثرة خلال شهر رمضان، فأصحابها ينتظرونه كل عام بفارغ الصبر كبائعي الفول، والحلويات، والعصائر، والمسحراتي، والمخللات وغيرها من المهن الأصيلة التي تنشط في رمضان، ثم تختفي طوال العام.

حقا إنه شهر كريم، يكثر فيه الرزق وتنتعش فيه مهن كثيرة، فهو يقوم بما تعجز عنه الحكومات، ويوفر مئات الآلاف من فرص العمل للشباب العاطلين، والباحثين عن لقمة العيش؛ لمواجهة أعباء الحياة، ومنهم من يترك مهمته خصيصا للاندماج في تلك المهن خلال شهر رمضان، ليحقق ربحا يفوق ما يجنيه من مهنته الأصلية بأضعاف.

المسحراتي:
“احلى يا نايم وحد الدايم” بصوته الجلي ينادي على أبناء الحي قبل صلاة الفجر بوقت كافي؛ لتناول وجبة السحور، وانطلقت تلك المهنة في العهد الفاطمي، وكان ينام الناس جميعاً معتمدين على المسحراتي لإيقاظهم، إلا أنها باتت تواجه صعوبات بعد ظهور المنبهات، والتليفونات التي هددت تلك المهنة العريقة، إلا أنها تعتبر طقسا رمضانيا من الطراز الأول قبل أن تكون مهنة، ويقوم المسحراتي بالمرور على أهالي الحي أول أيام عيد الفطر ؛ لأخذ الرسوم التي تغيرت على مر العصور بعد أن كانت حلوى ومخبوزات سابقا، تحولت إلى مبالغ مالية تتراوح بين ٥٠:١٠ حسب كل منطقة.

عربة الفول:
” الفول” هي الوجبة الأساسية لمعظم المصريين، خاصة في وجبة السحور؛ لما له من فوائد كثيرة تجعل الصائم يقدر على تحمل الصوم طيلة النهار، وتنتشر عربات الفول بكثرة خلال شهر رمضان، فلا يوجد شارع إلا وبه ” عربة فول” يلتف حولها العشرات ليلا؛ لتناول وجبة السحور، وسط أجواء رمضانية.

“بائع الزبادي”

تعتبر تلك المهنة خصيصا من المهن التي تنشط في رمضان بشكل كبير، حيث يعتبر الزبادي الوجبة الأولى على مائدة السحور، فهي وجبة خفيفة مليئة بالكثير من الفيتامينات، والكلسيوم، والمعادن التي بدورها تساعد على الهضم، ويساعد على الإحساس بالشبع، والتخلص من آلام المعدة؛ لذلك تنشط تجارته في رمضان، فتجد بكل شارع بائع للزبادي .

” بائعي العصير”

بالرغم من أنها مهمة غير موسمية، وموجودة طوال العام، إلا أنها تنتشر بكثرة خلال شهر رمضان، فالخروب، والتمر الهندي، والعرقسوس، والسوبيا مشوربات أساسية لا تخلو منها أي مائدة في رمضان، وتعتبر معينات تروي عطش الصائمين بأسعار مقبولة، بخلاف غيرها من العصائر غالية الثمن، ويصطف العشرات بصورة غير منظمة حول عربات العصير قبل الإفطار بساعات لشراء العصائر، وتعتبر مهنة بيع العصير من المهن الرائجة بشكل كبير في رمضان، وتحقق أرباحا طائلة خلال الشهر الكريم.

“الكنفاني”

” صانع الكنافة” أطلق عليها مهنة الألف عام؛ لما لها من تاريخ منذ بداية الدولة الفاطمية، فهي تشكل جزء كبير من التراث الثقافي المصري؛ وبالرغم من الصعوبات التي تواجهه أصحاب تلك المهنة الآن بعد ظهور الماكينات، والمصانع الآلية ؛ إلا أنها لا زالت تحتل مكانة خاصة عن المصريين، وتنشط تجارة الحلوى في رمضان مثل الكنافة، والقطايف، وبلح الشام، وتستوعب تلك المهنة الآلاف من الشباب الباحثين عن فرص عمل، ومصدر لأكل العيش من وراء تلك المهنة.

التعليقات متوقفه