لعبة الأسعار (جزء اول ) …..بقلم : احمد الفقى

لعبه الأسعار (1):

ليه أحيانا بندفع في بعض السلع أكتر من سعرها الحقيقي؟
يعني مثلا سعر الفيشار في السينما أغلي من سعره في أي مكان خارج السينما تلات مرات علي الأقل؟
مثال تاني:
لو شربت كابتشينوا علي قهوه بلدي في أي شارع جانبي في المنصوره أو منطقه شعبيه هيكون سعره أقل كتير من سعر نفس المشروب في كافيه كبير موجود علي المشايه أو في حي الجامعه مثلا؟

المشكله مش في إن سعر نفس السلعه في منطقه راقيه غالي كتير وسعرها بس معروضه في محل عادي في منطقه عاديه أرخص كتير؟ المشكله إن في ناس كتير بتوافق إنها تدفع في ثمن كوبايه شاي في كافيه كبير زي كوستا أو pinci أو أي مكان علي المشايه مبلغ مثلا 15 او 20 جنيه ولو هو شربها في مكان تاني علي قهوه عاديه هيدفع فيها 4 او 5 جنيه؟
ايه تفسير الإقتصاد لفارق السعر الكبير ده؟
الإقتصاد بيحلل الظاهره دي وبيعرفنا احنا ليه أحيانا بنوافق ندفع سعر في سلعه أغلي بكتير من سعرها الحقيقي أو سعرها في مكان تاني:
1- السبب الأول وهو ارتفاع الايجارات في المنطقه الراقيه زي المشايه مثلا. طيب وليه الايجارات اغلي في المشايه من اي مكان تاني في المنصوره… الاجابه ببساطه عشان اللي هيأجر مكان في المشايه عنده ناس كتير جدا هيشتروا منه من طلاب الجامعه واللي عددهم اكتر من مائه ألف طالب وكمان مستشفيات الجامعه. طيب وايه يعني؟
لأ حاسب… طبيعه الزبون هنا مختلفه.. ازاى؟
يعني مستعجل دايما عشان عنده محاضره او كشف او ميتأخرش في المواصلات؟ وده هيخليه يوافق يدفع أي سعر مطلوب منه عشان يشرب فنجان القهوه او ياكل سندوتش بسرعه عشان البديل بعيد عنه جدا خصوصا في زحمه الطريق؟
يبقي عشان اللي بيأجر المكان عارف كدا بيوافق علي إيجارات عاليه يدفعها وكله في الأخر علي حساب الزبون.
عشان كدا محلات زي قطع غيار السيارات مترضاش تأجر مكان علي المشايه ويروح يأجره في منطقه بعيده ورخيصه؟ عشان الزبون عنده وقت كافي إنه يلف عشان يشتري بأرخص سعر.
الخلاصه: إن الاسعار أغلي علي المشايه أو منطقه الجامعه عشان:
– المنطقه بتوفر زباين كتير ومستعدين يدفعوا سعر عالي عشان مستعجلين او من سن الشباب.
– مفيش أماكن فاضيه علي المشايه عشان تأجرها فلو لقيت محل واحد فاضي هيكون أكتر من واحد عاوز يأجره وده هيغري صاحب المكان عشان يرفع سعر الإيجار؟
وده بنسميه الندره في الاقتصاد. يعني ندره الأماكن الفاضيه والمحلات والشقق. وهو ده اللي رفع أسعار العقارات في المنصوره كلها؟ طيب والندره دي سببها ايه؟
حاجه في القانون الخاص بالعمران إسمها الحزام الأخضر: يعني كل مدينه لازم يفصلها أراضي منزرعه عن المدينه اللي جمبها. دا غير الحفاظ علي الارض الزراعيه؟
طيب إيه الحل؟
تعالي نفكر مثلا لو عملنا خط مترو عند الجامعه بيوصلك لمنطقه أسواق او مطاعم بعيده في المنصوره مثلا في 5 دقايق ساعتها هتقارن تدفع في سندوتش وحاجه ساقعه 100 جنيه علي المشايه ولا تاكلها في مكان تاني توصله بالمترو في 5 دقايق (دا وقت انتظار دورك في مطعم علي المشايه وقت الزحمه). يبقي معظمنا هيفضل يستخدم المترو طيب دا هيجبر اصحاب المطاعم علي المشايه ينزلوا الاسعار ومعدش فيه ميزه للمكان فهيطلبوا من اصحاب المحلات يقللوا الايجارات.
طيب تعالوا نطبق الكلام ده علي الشقق في المنصوره؟
بقالهم 10 سنين مصدعينا بحاجه اسمها المنصوره الجديده ومفيش حاجه بتحصل؟
طيب لو اتعمل خط سكك حديد بيوصل المنصوره الجديده بالمنصوره القديمه أو مترو أنفاق المهم مواصلات مريحه وبتختصر المسافه في نص ساعه. في الحاله دي الناس كلها هتروح تسكن وتعيش في المنصوره الجديده عشان عارف انه في نص ساعه من غير زحمه ولا إنتهاك لأداميته هيركب مواصله مريحه وهيكون موجود في شغله في نص ساعه.
دا تأثيره إيه؟
الطلب هيقل علي العقارات في المنصوره وسعرها هيقل.
تخيل الوضع بعد 10 سنين الاسعار هتبقي ايه للعقارات والمحلات في المنصوره بعد ماعرفنا ان ارتفاع أسعار المحلات بيرفع أسعار السلع كمان.
( للحديث بقيه…..إقتصاد بسيط عشان نفهم حياتنا).
بقلم أحمد الفقى
ماجستير الإقتصاد والتنميه – جامعه إيست أنجليا – إنجلترا.

اترك تعليق