بسمة حجازى تكتب عين ترى أنك دائما على صواب

 

إن الصورة التي يكونها الطفل عن العالم ليست من صنعه إنما هي من صنع والديه ,مدرسيه وغيرهم ممن يحيطون به ,أما الأشياء التي لم يفهمها فتصنعها تخيلاته ,ويتعلم الطفل الكثير من الأشياء من خلال الثواب والعقاب فيمتدح ويشجع عندما يتصرف بلباقة ويزجر ,يوبخ عندما عندما يتصرف برعونة أويلقي تعليقات صريحة أمام الغرباء أو حتى عندما لا يعجب سلوكه الكبار .يتعلم الطفل بعض السلوكيات من خلال ملاحظة الآخرين ومحاكاتهم ,هنا يصاغ العالم بذهنه ويكون صورة ذهنية عن الطريقة التي يعتقد أن الحياة تسير بها ……الطفل الذي
تعامله أمه بقسوة ,قد يكون صورة سلبية عن النساء عموما ويكن لهن شعور سلبي .
تجاربنا تصنع العالم من حولنا , تتكون لدينا صورة عن العالم وعن أنفسنا ,والأفكار التي نتلقاها من الآخرين يتكون منها مخزوننا الذي نرجع له عندما نقيم أنفسنا ,فردود أفعالهم تجاهنا تعمل كالمرآه ..نرى بها أنفسنا .
عندمايقابل تواصل الطفل مع الآخرين بالتجاهل أو الضيق قد يفهمه الطفل على أنه رفض أو توبيخ لشخصه ويستقبل رسالة مضمونها (أنت لا تستحق الإهتمام أو الإستماع لك ).
ردود أفعال الآخرين ,صور تنطبع في أذهاننا عن ذاتنا في سن مبكرة على يد الآباء المدرسين أو حتى غيرهم ممن يحيطون بنا ,نتلقاها بصورة شخصية وبطريقة سلبية لقلة خبرتنا فتكون جزء منا مع أنهم لم يقصدوا ذلك أبدا ….قد مروا بيوم عصيب أوشعروا بالضيق أو أنهم اتبعوا الطريقة السهاة لمعالجة الأمور أحتى قد يكون نوع من الإهمال …إلخ
أتمنى أن يتثق الوالدين قبل إنجاب الأبناء ,أتمنى أن يدركوا دورهم المهم في تكوين شخصية أطفالهم ,أتمنى أن يدرك المعلم دوره المهم أيضا
ويعتبر أن كل تلميذ هو ابنه وأمانته فيترفق به ,أتمنى أن يعي كل هؤلاء أن ردود أفعالهم تجاه الأطفال تقبل في وقت لاحق لدى هولاء الأطفال كذاتهم الحقيقية ,فإن كانت ليست جيدة أثرت على نوعية جودة حياتهم واستلزمت وقت وجهد كبيرين للتخلص منها ,لم لا نضع أمامنا حديث رسولنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) ما هو مفهومنا عن الإتقان ……
أنا أعتقد وقد أكون مخطئة أن الإتقان أن يخرج العمل من يدك متكامل لأنك ستقدمه إلى الله سبحانه وتعالى …فماذا نقدم إذا كانت مخرجاتنا طفل فاقد للأمان ,الثقه ,الحب ,الاطمئنان ,حتى الهديه عندما تقدمها للمخلوق فإنك تحرص على تجميلها بتغليف راق فمالنا لا نستحضر
عظمة الله ونحن نسلك سلوك يؤثر سلبا على نفسية الطفل فإن قلت أن الأخطاء تحدث فأنا معك ,لكن عندما تحدث ارجع لطفلك وأصلح ما
أفسدته بعصبيتك أو ضيقك أوأيا كان السبب ,طفلك هو رصيدك وعملك الذي يستمر في إتيان ثمارة حتى بعد أن تغادر دنياك .
تحلى بالصبر وسعة الصدر والكثير من الرحمة واحتساب كل ذلك عند الله ,لم يقل أحد أن التربية سهلة ,لكنها أيضا ليست بتلك الصعوبة
فإن أردت شيئا يعينك عليها فدعني أفيدك .
أن تربي طفلك واضعا أمامك هدف لا تحيد عنه هذا الهدف يتمثل في أن تصل إلى درجة الإحسان في تربيتك له .أتدري ما هي درجة الإحسان ؟
أن تترفق بطفلك وتعلمه كل ما يفيده وتقوم أخطائه وتوضحها له دون أن تحكم عليه هو بشخصه ,كأن تقول مثلا (هذا عمل سيء )لا أن تقول( أنت طفل سيء ),أن تجلسه بجانبك وتوضح له كم تحبه قبل أن تنقد الخطأ الذي وقع به ,تفعل كل ذلك مستشعر شيء مهم وهو
أن الله يراك ويرى كيف تتعامل مع أبناءك ,هذا الشعور يشكل الحافز والدافع لك لتكون العبد الشاكر لنعم الله المحتسب الأجر فتكتسب كل ما يلزمك من سعة الصدر والصبر والرأفة والرحمة .
دورك كبير في حياة طفلك لأنه يرى أنك لا تخطئ وأنك دائما على صواب ,فلتكن الدروس التي يتلقاها منك (أقوال ,سلوك) منمية وغنية بالخير لأنه لن ينساها .

اترك تعليق