علمتني انتفاضة الغلابة بسبب رغيف العيش

بقلم : أحمد حافظ
– اتعلمت إن الحكومة فقدت مصداقيتها حتى لما تعمل حاجة كويسة ومش قادرة تقنع الناس إنها كويسة لأن الناس اتعودت منها على الزفت وبس.
– اتعلمت قد إيه عندنا وزراء معندهمش أدنى معايير الحس السياسي في مواجهة الأزمات.. وزير يطلع قرار في السر، تقوم المخابز تلبسه في الحيط مع الناس، تقوم الناس تقطع الطريق وتتظاهر في كل حتة، يقوم هو يرد ويوضح موقفه ويشرح للناس بعد 15 ساعة كاملة.
– اتعلمت إن الإعلام حتى لما بينفي الكلام اللى هو قاله وينشر تكذيب وزارة التموين على رفع الدعم برضو محدش بيصدقه وشايف إنه إعلام الحكومة (بتاعها يعني).
– اتعلمت كمان إن البسطاء اللى كنا بنقول عليهم حزب الكنبة هما اللي بقوا بيتحركوا وبيخرجوا للشوارع ويتظاهروا وممكن يقلبوا عاليها واطيها لأنهم مش باقيين على حاجة بعد رغيف العيش ما يضيع من إيديهم.
– اتعلمت برضو إن اللي حصل إمبارح ده دليل قاطع على قدرة الناس على النزول للشارع برغم كل شئ، المهم الدافع، ولو الدافع اتوجد بجد محدش هيقف قصادهم.
– اتعلمت لما شفت الداخلية واقفة بالأسلحة علشان تفرق المتظاهرين من النوعية البسيطة دي محدش خاف ولا ساب مكانة ولا اتحرك ولا اتهز.. الناس دي شجاعة أكتر مليون مرة من اللي شايف نفسه ثوري وبيجري من قنبلة غاز مسيلة للدموع.
– اتعلمت إن الناس البسيطة دي اللعب معاها خطر.. الناس دي بتسامح وبتعدي وتقول آهي ماشية وبكرة تتعدل، بس غضبهم ممكن يكون نهايتك.
– اتعلمت إن اللي ممكن محدش يقدر يقف في وشهم هما اللى ما بيعرفوش يعني إيه سياسة ولا يعني إيه حزب ولا ليهم دعوة بالبرلمان ولا النخبة.. الناس دي لا بتتجمع في الشوارع ببيانات صحفية ولا بقوى سياسية ولا ائتلافات ثورية ولا حد يقدر يجمعهم غير نفسهم وبس.. بيتجمعوا بإرادتهم وحسهم الشخصي وخوفهم على ولادهم.. البسطاء دول هم الوحيدين اللي يوم ما تسلب منهم حق “الأكل” هيسلبوك كرسي الحكم.. انتهت

اترك تعليق