مِهنة التدريس مِن أقيَم المِهَن

كتب احمدشندي

العلم العلم لغةً هو “نقيض الجهل، وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً”، ودائماً ما تختلط المصطلحات لتقاربها ما بين التعلم، والتعليم، والتدريس.

العلم يشمل مجالات متنوعة للمعرفة كعلوم الدين، وعلوم اللغة وغيرها، إلّا أنه في المعاجم بمعناه الحديث هو عبارة عن نشاط معرفي فكري ويشمل الدراسة المنظمة لبنية، وسلوك العالم الماديّ والطبيعيّ عن طريق الملاحظة والتجربة.

تسعى كليّات التربية الحديثة إلى إخراج معلّمين قادرين على مواكبة تحديات العصر واستغلالها فيما هو مفيد وفعال في العملية التربويّة، ومهما كان من الضروري للمعلّم أن يمتلك من مهارات سلوكية ومهنية عالية، يجدر به أن يمتلك المحتوى والمخزون الثقافيّ التربويّ للمصطلحات العلمية للسلوك الاجتماعي التربوي، حتّى يستطيع تحديد نوع أي سلوك سيواجهه خلال حياته المهنيّة وترجمته بما يتوافق والنظريات التربوية التي تعلّمها ليستفيد من هذه النظريات لحل ما يواجهه من مشكلات تربوية، خاصّة أنّ المعلّم يواجه أكثر من غيره مشاكل تربوية سلوكية فيقع في حيرة عن كيفية تخطيها بما يتّفق مع الطبيعة البشرية التربوية، وبما أنّنا في صدد الحديث عن المصطلحات التربوية فإنّ أهمّ المصطلحات التي يبدأ المعلّمون الطلاب في معرفتها هي التعليم والتدريس .

وقد يخلط الكثيرون بالخطأ بين مفهومي التدريس و التعليم، وقد يظن البعض أنه ليس هناك فارق بينهما أو أنمها يعطيان نفس المعنى، بينما هناك فارق كبير بينهما. فالدراسة تختلف تمامًا عن التعلم من الحيث التلقي والمفهوم والمحتوى الذي يتم دراسته بشكل معين ولما له من تأصير على حياتنا. التعليم التعليم هي كلمة عامّة، تستخدم في أي موقف تعليمي في الحياة، وهو تصرّف غير مقصود أو موجه، بمعنى أنّ الحياة عبارة عن تجارب، وأن أي شيء جديد أتعلمه في الحياة العلميّة أو العمليّة خارج نطاق المدرسة أو الكلية أو الجامعة أو داخلها، ويقوم به المعلّم أو غيره هو عبارة عن عملية التعليم، ونستطيع القول أنّ هذا الموقف التعليمي هو موقف خاص بعملية التعليم من خلال وجود العناصر التالية: المعلّم وهو أي شخص كان.

المادة أو الهدف التعليمي ولا يشترط أن يكون أكاديمي تدريسي.

المتعلم وهو متلقي القيمة التعليمية أو الهدف التعليمي.

وعند المقارنة بين التّعلُم والتّعليم يُطلق على الذي يقوم بالتّعلُم اسم المُتعلِم، وخبرته ومعرفته تنمو بالتّدريج، والذي يقوم بالتّعليم اسم المُعلِم ويكون على قدر كبير ومخزون واسع من المعرفة والعلم.

لا يتحقق التّعلُم إلا من خلال التّعليم فعندما تتوفر عملية التّعليم يحدث التّعلُم، ومن خلال التّعليم يتم صقل مهارة المتعلِم، فمن المهمّ قياس أداء المتعلِم قبل وبعد التّعليم.

يقوم التّعليم على عدة عناصر وهي الهدف من التّعليم، وهو عرض خبرات المتعلم التي استطاع امتلاكها من خلال الاستماع، والتلقي، والحفظ حتى يتم تثبيت المعلومة.

هنا يقع على عاتق المعلم مسؤولية إرسال المعلومات وعلى المتعلم استقبالها وتحليلها. يصبح التّعلُم هدفاً لتحقيق غاية معينة، والتّعليم وسيلة لتحقيق هذا الهدف فلولا التّعليم لما حصل التّعلُم. بالإضافة إلي أنه ظهر حديثاً ما يسمى بالتعليم الإلكتروني أو التّعلُم عن بعد وفيه يكون اعتماد المتعلم على خبراته السابقة في إدارة تعليمه، وعلى الحاسوب في نقل وكسب المعرفة وتنمية المهارة.

التعلم هو تغير دائم نسبيا في السلوك افراد معرفيا ومهاريا ووجدانيا سوء كانت بطريقة مقصودة او غير مقصودة التدريس التدريس عبارة عن عملية تواصل بين المعلّم والمتعلم، وربما يعجز بعض المعلمين أو الطلبة عن فهم هذه العملية، إذ تربط ما بين المتلقي ومن يقوم بطرح المعلومة.

فالتدريس بمثابة النشاط التواصلي بين الطالب والمدرس بهدف تحصيل خبرات معرفية واتجاهات وقيم وعادات ، ويتم ذلك في سياق سلسلة منالمواقف والظروف والأحداث التي تشترطها عملية التدريس ، ويكون محتوى التواصل في هذهالعملية بين المدرس والطالب مجموعة من الأسئلة تتمثل في : ماذا يدرس ؟ كيف يدرس ؟متى يدرس ؟ وعلى من يقوم بالتلقين أو التدريس أن يمتلك مجموعة من المهارات منها: مهارة التهيئة : وهي مجموعة الممارسات التي يقوم بها المعلّم بقصد إعداد التلاميذ للدرس، حيث إنّ ذهن التلميذ يكون مقسوماً ما بين التلقي والقبول.

مراعاة الفروق الفرديّة: وهي تدل على مدى اختلاف الأفراد والطلبة فيما بينهم، وعلى المعلم أن يراعي هذه القضيّة. مهارة إدارة الصف: وهي أن يضبط المعلم الصف ويحافظ على النظام فيه، وأن يوفر المناخ المناسب للتدريس. وعلاوة علي ذلك فإن مِهنة التدريس هِي مِن أقيَم المِهَن، والمُلم له دُور كَبِير فِي المجتمع، ويُعتبر الشجرة المثمرة التي تُنتِج جيلَا يستطيع أن يَقُود المجتمع نَحو التقدم والتطور في مُختلف المجالات. ولا يَقتصر عَلى المَعلم التدريس فقط وإنّما يَتوجّب عليه تربية أبنائه الطُّلاب، و المعلم بمَكانة الأب فِي المنزل، و وجه الاختلاف بينهم هو أنّ الأب يقوم بتعليم أبناءه المَبادئ والقِيم فِي البَيت والمُعلم يقُوم بتدرِيس وتلقِين طُلابه القِيَم والمَبادئ فِي المدرسة، بالإضافة إلي أنّه يُثقّفهم ويُعلّمهم لجعلهم جيلَا يَقُود مُستقبِل البِلاد نَحو التّطوّر والتّقدم. وأختم بمقولة فرانسيس كيبل التعليم أهم من أن يترك في أيدي المعلمين وحدهم.

 

اترك تعليق