المخزنجي يرصد السيرة الذاتية للعالم الجليل محمد غنيم تحت عنوان السعاده في مكان أخر

كتب ياسر عبد الرازق

تحظي محافظة الدقهلية بكوكبة من العلماء الأجلاء في كل التخصصات ولكن للأسف لايعرف الكثير عنهم الا القليل , وغالبا لايتم الحديث عنهم الا بعد وفاتهم حيث يتسابق الجميع في سرد مناقبهم , وكسرا لتلك العاده قرر الدكتور والاديب محمد المخزنجي تأليف كتاب عن العالم الكبير د/ محمد غنيم رائد زراعة الكلي بمصر والشرق الأوسط ومؤسس مركز أمراض الكلي والمسالك البولية بالمنصورة .

اختار المخزنجي السعاده في مكان أخر عنوانا لكتابه عن الدكتور غنيم الذي رصد فيه كل كبيرة وصغيرة عن العالم الجليل الذي سبق له الفوز بالعديد الجوائز العالمية وأشهرها جائزة أحسن جراح في العالم والذي منحه اياه المناضل الكبير الافريقي نيلسون مانديلا قبل وفاته.

فمن هو محمد غنيم؟

• العالم المصري الكبير محمد أحمد غنيم، ثاني أمهر جراح في العالم في مجال الكلى والمسالك البولية، وأحد رواد زراعة الكلى والمسالك البولية في مصر والعالم، أسس مركزا عالميا في مجال الكلى والمسالك البولية في مدينة المنصورة المعروف باسم “مركز غنيم”، وحصل على عدة جوائز منها: جائزة الدولة التقديرية في العلوم الطبية في عام 1977م، وجائزة الملك فيصل العالمية عام 1999م، وجائزة مبارك في مجال الطب عام 2001م. والدكتور غنيم ليس جراحًا ماهرًا فحسب إنما أيضا مفكر سياسي بارع، وله آراء قوية في قضايا التعليم والبحث العلمي، كما أنه المنسق العام لتحالف الوطنية المصرية وأحد مؤسسي الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي. •ولد الدكتور محمد غنيم في 17 مارس عام 1939 بالقاهرة، ثم انتقلت أسرته إلى مدينة المنصورة، حيث عشقها وعاش فيها، وتفوق في دراسته الثانوية؛ مما أهله للدراسة بكلية طب جامعة القاهرة وبعد تخرجه فيها عام 1960، حصل على درجة الدبلوم في تخصص الجراحة عام 1963، ودبلوم في المسالك البولية عام 1964، ثم على درجة الماجستير في المسالك البولية من جامعة القاهرة عام 1967. •بعدها سافر إلى انجلترا للتدريب لمدة عامين ليحصل على درجة الزمالة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى كندا لمدة عام، وبعد عودته تم تعيينه مدرسا في كلية الطب جامعة المنصورة عام 1975 التي كانت ناشئة جديدة في ذلك الوقت، ومنذ ذلك الحين استقر العالم المصري الكبير فى المنصورة ليسطر أمجادا علمية وتحديات طبية وانجازات عديدة تدخله التاريخ كواحد من رواد النهضة العلمية والطبية في مصر. •أصبح الدكتور محمد غنيم، أبرز وأشهر جراحي الكلى في مصر والعالم، وصاحب الفضل الأول في نهضة الطب في جامعة المنصورة، بعد أن نبه العالم إلى كفاءة الطبيب المصري بنجاحه في إجراء أول جراحة نقل كلية في مصر سنة 1976 بأقل الإمكانيات، وبمساعدة فريق من أطباء “قسم 4” المختص بأمراض الكلى والمسالك بجامعة المنصورة الذي كان غنيم مشرفا عليه. •والفضل في تميز تجربة الطب في المنصورة يعود بالأساس لتميز الدكتور غنيم، بحسب تأكيدات كبار أساتذة الطب الحاليين بجامعة المنصورة، وهو ما اتضح منذ جراحة نقل الكلية الأشهر التي قام بها غنيم لأول مرة فى مصر، فبدلا من أن يتصدر غنيم المشهد، ويستأثر وحده بالأضواء كما هي العادة، فوجئ الجميع بالرجل ينسحب بهدوء، بعد أن أناب عنه من يقوم بتعريف هذا الإنجاز، وهو يؤكد أنه ليس وحده صاحبه، وأن التجربة نتاج جهد جماعي لقسم الكلى والمسالك، وفريق “قسم 4″، الذي نشرت الصحف عن إنجازهم الطبي، وتناقلت تصريحاتهم وصورهم، دون أن تنشر صورة واحدة للدكتور غنيم، قائد الفريق وصاحب الفضل الأول، الذي كان منشغلا وقتها بفكرة أخرى، أكبر من مساحات الصحف التي احتفت بالإنجاز، أكثر بريقا من أضواء فلاشات الكاميرات. •كانت الفكرة المسيطرة على الدكتور محمد غنيم حينها هي إنشاء مركز متخصص في جراحات الكلى والمسالك البولية تحت مظلة الجامعة، وهو ما استطاع تحقيقه بالفعل بعد مشوار طويل من الكفاح، حتى خرج المركز الأشهر والأول فى مصر والشرق الأوسط إلى النور ليعالج أكثر من مليون و800 ألف مريض خلال 26 عاما بالمنصورة. •وفى عام 1978 زار الرئيس السادات مدينة المنصورة ولما قام بزيارة قسم الكلى بالمستشفى الجامعي شاهد طفرة ملحوظة في عمليات الكلى، وقام الدكتور غنيم بشرح أهمية إقامة مركز خاص للكلى منفصل عن مستشفى الجامعى، وبالفعل تحمس الرئيس الراحل محمد أنور السادات لفكرة غنيم، لإنشاء مركز متكامل ومتخصص في جراحات الكلى والمسالك البولية، هو الأول من نوعه فى مصر والشرق الأوسط. •وعينه الرئيس السادات مستشارا طبيا له، ليسهل عليه التحرك خلال الروتين الحكومي العتيد، وليتمكن من إنجاز مشروعه بالمرونة اللازمة، وهو ما حدث بالفعل، فقد وافقت جامعة المنصورة على مشروع غنيم، وخصصت له جناحا صغيرا ملحقا بمستشفى الجامعة، إلى أن تم تخصيص قطعة أرض للمركز، وبدأ غنيم وقتها في البحث عن التمويل اللازم؛ فطرق أبواب المنح الخارجية من أمريكا وأوروبا وبعض الدول العربية، ولكنه لم يوفق، بعد أن رفض أغلب الجهات السابقة تمويل المشروع، فيما عدا هولندا التي دعمت المركز بجزء من التمويل بمنحة سخية، وهنا برز دور المجتمع المحلى، وأهالي المنصورة الذين دعموا المركز بتبرعاتهم، بالإضافة إلى قبولهم تسديد رسوم على بعض الخدمات التي تقدمها المحافظة، لتذهب حصيلتها إلى المركز، حتى اكتمل البناء، وأصبح حلم الدكتور غنيم واقعا في عام 1983، وأصبح الدكتور غنيم مدير أول مركز متخصص بزراعة الكلى في الشرق الأوسط بمدينة المنصورة. •ولم يكتف الدكتور غنيم بالانتهاء من المركز؛ لقناعته بأن المعادلة لا تقتصر فقط على مبان وتجهيزات، دون الاهتمام بالجانب البشري، ودون نظام صارم يدور الكل في فلكه، لا العكس، وهو ما كان على رأس ما اهتم به، تفرغ أطباء المركز للعمل فيه فقط، لأنه مقتنع بأن الطبيب الذي يعمل في مؤسسة ناجحة، لابد أن يكون متفرغا، وفى سبيل ذلك استند غنيم إلى القانون ليصبح التفرغ إجباريا للعمل فى المركز، حتى حصول الطبيب على درجة الدكتوراه ومرور 3 سنوات على ذلك، وفى مقابل ذلك أقر غنيم حوافز العاملين في المركز بنسبة 100 % كبدل لتفرغهم، ولأنه مقتنع بذلك أشد الاقتناع فقد بدأ بنفسه، وتفرغ نهائيا للمركز طوال حياته المهنية، ولم يفتتح عيادة خاصة به حتى اليوم. •وكما كان غنيم نموذجا وقدوة لتلاميذه فى تطبيق القواعد على نفسه، والتفرغ للمركز الذي اعتبره مشروع عمره، كان أيضا نموذجا لتلاميذه ولأهالي محافظة الدقهلية فى العطاء، فرغم أن تخصصه وشهرته كانا يمكناه من جمع ثروة طائلة تقدر بالملايين، إلا أنه تفرغ لمركزه، واعتاد إيداع مقابل الجراحات التي يجريها خارج البلاد في تبرعات المركز، وهى تبرعات بالملايين بحسب مصادر قريبة من «غنيم» و«المركز»، وما زال غنيم، وحتى بعد خروجه على المعاش، متفرغا لمشروع عمره، مؤكدا أن الطب عمل إنساني ورسالة بالمقام الأول. وعلى الرغم من إحالته إلى التقاعد فقد أثر غيابه عن مركز الكلى بشكل سلبي ملحوظ، ولكن هذا لم يجعله يتراجع عن دوره العظيم واستمراره في العطاء والذي لم يتوقف على المستوى العلمي والأكاديمي فقط، بل امتد إلى دوره في الإصلاح السياسي والاجتماعي وآرائه المؤثرة فى إصلاح التعليم والبحث العلمي في مصر من خلال تقديم ملامح لمشروع إصلاحى متكامل للتعليم على كل المستويات. الإسهامات: •إجراء أول جراحة نقل كلية في مصر سنة 1976. •إنشاء مركز عالمي متخصص في جراحات الكلى والمسالك البولية بالمنصورة [الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط]. •قام بنشر عدد كبير من الأبحاث العلمية القيمة في المجلات والدوريات العالمية. •تدريب عدد كبير من الأطباء العرب والأجانب “خصوصا الأوروبيون”. إصدارات العالم: •أصدر العالم الكبير نحو 47 كتابا تنوعت بين كتب كاملة أو فصول من كتب لدور نشر عربية وعالمية باللغتين العربية والإنجليزية. •قام العالم الكبير ما يقرب من 130 ورقة بحثية في كبرى المجالات العلمية العالمية.
من هو المخزنجي؟

 ولد الدكتور محمد المخزنجي في المنصورة عام 1949 ودرس الطب في جامعتها، ثم حصل على درجة الاختصاص العالي في الطب النفسي وعلى دبلوم إضافي في “الطب البديل” من أوكرانيا.

هجر الممارسة الطبية وعمل محررا علميا لمجلة العربي الكويتية، فمستشارا لتحريرها في القاهرة. هو كاتب حر له في عدة صحف مصرية وهي الدستور والشروق والمصري اليوم. إضافة لكونه أديبا مرموقا له سبعة كتب قصصية ورواية وريبورتاج عن كارثة تشيرنوبيل، وكتابان في الأدب البيئي للأطفال وكتاب إليكتروني في أدب الرحلات. حاز المخزنجي على جائزة أفضل كتاب قصصي صدر في مصر عام 1992، وجائزة ساويرس لكبار الكتاب في القصة عام 2005. كما أنه رجل مشهود له من قرائه ومحبيه بالوطنية والانتماء وحب العروبة والإسلام. كان شاهدا على حريق مفاعل تشيرنوبيل النووي بأوكرانيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) أثناء دراسته الطب هناك. ومنذ ذلك الحين ود. المخزنجي من أقوى الناشطين ضد اسنخدام الطاقة النووية بكل أشكالها. وهو مناصر بقوة لقضايا البيئة والحفاظ على الحياة البرية.

مؤلفاته:

قصص قصيرة: الآتي، قصص للأطفال، دار الفتى العربي، بيروت، 1983. الموت يضحك، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1988. سفر، سلسلة مختارات فصول العدد 65، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1989. البستان، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1992. أوتار الماء، مكتبة الأسرة،الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2003. رشق السكين، طبعة دار الشروق، القاهرة، 2007. حيوانات أيامنا، طبعة دار الشروق، القاهرة، 2006. فندق الثعالب، قصص للأطفال، دار الشروق، القاهرة، 2010. كتب: لحظات غرق جزيرة الحوت، كتاب عن كارثة تشيرنوبيل، الطبعة الأولى 1998، طبعة دار الشروق، القاهرة، 2006 جنوبا وشرقا، كتاب رحلات، دار الشروق، القاهرة، 2011. مداواة بلا أدوية، كتاب في الطب التكميلي، طبعة أولى 2001، طبعة دار الشروق، القاهرة، 2010. حكايات بيتنا الأرض، كتاب يجمع عددا من المقالات التي كتبها في باب “بيتنا الأرض” في مجلة العربى الصغير.

الجوائز التي حصل عليها:

جائزة أفضل مجموعة قصصية صدرت في مصر سنة 1992 عن مجموعة البستان. جائزة مؤسسة ساويرس لأفضل مجموعة قصصية نشرت ما بين عامي 2002 و 2004 عن مجموعة أوتار الماء. جائزة الأدب المصري لكبار كتاب القصة القصيرة عام 2005.

اترك تعليق