الواقع  قصة قصيرة بقلم أمير النجار

بقلم : أمير النجار

جلست إلى مكتبها الصغير في أحد أركان غرفتها التي كانت تحوي سريراً ودولاب يسع أشياء فرد واحد فقط و مرآة معلقة على الحائط المقابل لبابها المغلق ، وضعت أمامها كوب من النسكافية الساخن ملئت رائحته الأجواء ، فتحت أحد أدراج المكتب و أخرجت كشكول سبق استخدامه من قبل وتصفحته على عجل ثم قطعت عدد لا بأس به من الورقات المكتوب بها و وضعتها جانباً و التقطت قلمها الخشبي و أخذت تدون بعض الكلمات و بين الحين والأخر ترتشف رشفة من الكوب وترفع رأسها لأعلى ثم ترجع بها الى الخلف قليلاً وهي تبتلعها و تعود تدون كلماتها مرة أخرى .

انعزلت تماماً عن العالم حتى ذلك الصوت الذي طالما سبب لها الضيق و الذي يصعد اليها من الشارع الناتج عن صراخ أطفاله الذين يلعبون الكرة لم يعد يصل الى مسامعها ، غمرتها سعادة كبيرة لم تشعر بها من قبل وهي ترى خواطرها تتحول الى كلمات يمكن قرأتها تصف بها كل ما يُعمل في صدرها ويُنفس عن الكبت الذي تعانيه منذ بدأت أجازتها الصيفية ، أحست بالندم على ما فاتها من أيام لم تستغل فيها هذه الموهبة التي طالما شعرت بها داخلها و انتابها حلم يقظة بما ستصبح عليه من شهرة ومجد عندما تُنشر هذه الكلمات وفجأة وبدون إنذار يُفتح باب الغرفة بعنف وتظهر على عتبته إمرأة تخطت الأربعين ملامحها غاضبة وهي تصرخ قائلة
” اتتي يا زفتة انتي هتعيشي لي الدور قومي اتنيلي لمي الغسيل “

التعليقات متوقفه