“حظى وأعرفه”…مأساة الأزاهرة بطريق الموت

تقرير:️آلاء إبراهيم

“طريق الموت”..طريق العبور لجامعة الأزهر..طريق يعلمه القاصي والداني..عاشق للدماء…يرتوي بدماء الطلاب دوريا …ومن كثرة اشتياقه…طالت لعنته المارة…تنقبض القلوب..وتثقل الهموم فور الوصول لطريق النصر..يسيرون بخطي مثقلة، احداها للأمام..وأخري للخلف.. مدونين وصيتهم..متربصين لمصيرهم..منتظرين شهادة وفاتهم..ولا يزال نزيف الدماء شعار طريق جامعة الأزهر.
حالة من الذعر واليأس يعايشها طلاب جامعة الأزهر بمدينة نصر بمحافظة القاهرة يوميا عقب صدمات متوالية بطريق النصر الملقب ب”طريق الموت” وازدادت الفاجعة بافتتاح كوبري الفنجري الجديد،حيث يغادر كل طالب منزله صباحا متوجها لمقر الحرم الجامعي لتلقي العلم حاملا علي عاتقه هم كبير،ويملأ عقله الريبة والشك،هل سيقدر له العودة والمبيت في أحضان الأهل ورؤية الأقارب والأحباب أم سيكون للطريق رأي آخر… حيث يفرض سيطرته علي الجميع،فيبدل حساباتهم..ويحطم آمالهم في غضون لحظات.. فبدلا من أن يساعدهم للعبور لبوابة العلم…يمنحهم جواز مرور لبوابة القبر…

⏪نرصد لكم من خلال التقرير التالي ابرز الحوادث التي هزت أرجاء  الجامعة بمدينة نصر:-

شهد طريق النصر العديد من حالات الوفاة خلال الفترة الماضية نتيجة إصطدام السيارات بطلاب الجامعة أمام الباب الرئيسى،
آخرها حادث أمس،حيث انحرفت سيارة ملاكي خلال سيرها علي كوبري الفنجري الجديد واخترقت السور الجانبي للكوبري المميت، مطيحة بشظايا الحطام علي المارة أسفله وتدون لهم بطاقات الوفاة.. ويفاجئ الجميع بسقوط سيارة ملاكي من السماء وتودي بحياة فتاتين من طالبات العلم..وإصابة روادها الثلاث بإصابات خطيرة للغاية،جميعهم من الشباب،وتم نقلهم لمستشفي مدينة نصر للتأمين الصحي.

و في حادث اخر ركلت سيارة سيدتين أثناء عبورهما الطريق مما اسفر عن اصابتها بكسور وأصاب خطيرة ونزيف بالوجه وتم نقلهما للمستشفي

بينما لقيت سيدة مصرعها بالطريق عينه منذ عدة أشهر أطاحت بها  احدي السيارات المسرعة خلال سيرها ظهرا،لتروي أرض الموت عطشها بالدماء السائلة.

وكان لأساتذة الجامعة نصيب من تذوق المعاناة..حيث تعرض معيد بكلية الطب بشهر يناير 2017 ويدعي”سيد حامد جاهين” للدهس أسفل عجلات السيارات المسرعة امام الباب الرئيس للجامعة،وتم نقله لمستشفي مدينة نصر للتأمين الصحي،نتيجة إصابته بكسر في الجمجمة،والفك السفلي،وعظام الوجه ناحية العين،مما اسفر عن دخوله في غيبوبة كاملة،وخطورة وضعه الصحي.

في حين لقي الطالب محمد ذكي طالب بكلية الاعلام  حتفه علي طريق الموت ” النصر” نتيجة اصطدام سيارة ملاكى به كانت تستقلها احد السيدات ولاذت بالفرار مصرعه خشية الإمساك بها بعد ركله على الارض بجانب الرصيف،تم نقله لمستشفي مدينه نصر ثم الزهراء الجامعي دون جدوي،وفشل محاولات انقاذه،وفجرت تلك الحادثة أزمة علي الصعيد الاعلامي،حيث ان الطالب فضلا عن كونه طالبا بالاعلام،كان ضمن كوادر بوابة الوفد الإلكترونية .

وعقب إفتتاح الكوبري المشؤوم بساعات قليلة أصيب احد الطلاب بكلية التجارة امام باب الجامعة الرئيسى ويدعى عبدالرحمن الشوربجى مما أدى الى اصابته بكسر في قدمية والعديد من الكدمات أدت الى نقله الى المستشفى .

وتعرض الطالب أحمد عاشور طالب بكلية الصيدلة جامعة الازهر عام 2015 للإصطدام من قبل سيارة ملاكي امام الباب الرئيس لجامعة الأزهر مما ادى الى فقدانه الوعى وضعف حركة الاعصاب وغيابه عن الدراسة لمدة عامان بسبب الحادثة.

ويروى شهود عيان ان هناك طالب وطالبه قد لقى مصرعيهما اثناء عبورهم الطريق في احد السنوات الماضية فضلا عن إصابة احد الطلاب ويدعى “معاذ فتحى” احد طلاب الجامعة بإصابات طفيفة تحت عجلات طائشة برعاية سائقي السيارات الذين ماتت في قلوبهم الرحمة وتسببوا في مقتل طالب العلم الذي وصي عليه للنبي صلى الله عليه وسلم وجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة.

ومع كل هذه الحوادث المتكررة اكتفت ادارة الجامعة بعمل سور حديد من نزلة “الفنجرى” الى اخر سور الجامعة من ناحية المنصة لصد الطلاب عن عبور الطريق من امام نزلة الفنجرى واجبارهم الى السير على الاقدام مسافة 500 مترا الى كوبري المشاة التي يقع خلف الجامعة،واغلاق بوابة كلية التربية”الباب الرئيس للجامعة”،ولفت بوابة آخر جانبية للحد من الحوادث،إلا أن باءت كل المحاولات بالفشل،ويستمر نزيف الدماء.

يذكر ان العديد من الطلاب قام بتنظيم الوقفات الاحتجاجية داخل الجامعة ولكن الإدارة تستخدم أسلوب المسكنات فبعد ان وعدت الطلاب بعمل مطب صناعى بعد حادثة مصرع الطالب محمد زكى طالب الاعلام تراجعت واكتفت بانشاء البوابة الجانبية .

فيما رد الدكتور حسن مهدى مستشار لجنة النقل بالبرلمان ، أنه لا يصح عمل كوبرى مشاه او مطبات صناعية او إشارات مرور امام الباب الرئيسى لجامعة الازهر، مشيرا إلى ان طريق النصر “أوتوستراد” بمثابة طريق سريع ولا يمكن للدولة عمل كوبرى مشاه عن مسافة تقل عن 500 متر بين احد الكبارى حيث ان هذا الامر يعتبر مخالف.

وأضاف “مهدى” ، أن هناك العديد من الأبحاث التي قدمهاعدد من الباحثين في هذا الشأن مما يؤكد ان هناك 72%من الأشخاص يقومون بعبور الطريق بدون استخدام كوبرى مشاة والكباري ذوي السلالم الكهربائية والنسبة الأخرى التي 28% ، التي تستخدم كباري المشاة ، مؤكدا انه من الخطأ عمل البوابات الرئيسية للمصالح الحكومية على الطرق السريعة ولكن يجب وضعا على الطرق الجانبية تجنبا لحوادث الطرق.

واكد مستشار لجنة النقل بالبرلمان،  إلى أن الدولة قامت بتوفير بعض السلالم الكهربائية ببعض المناطق مثل مول العرب وايضا على طريق مدينة الإنتاج الإعلامي ولكنها أسيئ استخدامها من قبل المواطنين ، فضلا عن تعرضها للتلف من قبل المخربين لتتراجع الدولة عن إستخدام السلالم الكهربائية فى كبارى المشاة على الطرق السريعة.

ويظل نزيف الدماء راويا لعطش الطريق…مستمدا منه قوته… وحل الأزمة في عداد الموتي…فإلي متي سيظل الطريق بمثابة تأشيرة لدخول القبور؟!…وتسطر الجامعة أعوامها بدماء شهدائها.

اترك تعليق