سيلفي ” بوز البطة”في الدقهلية …نفسيون: يسمى “التعلم بالمحاكاة” و”حب الظهور”.. مواطنون: بندور على السعادة

كتبت : ريهام مصطفى

يبدو أن العالم لم يقتصر على التطور الصناعي والتكنولوجي، بل أصبح هناك تطور في اللغات أيضاً ومنها كلمة “سيلفي” وهي كلمة مستحدثة أو لغة جديدة التي ظهرت مؤخرا وأصبحت كلمة متداولة بين الشباب، وهذه الكلمة تعني أن الشخص يصور نفسه بنفسه من خلال الكاميرا الأمامية للهاتف، كما يذكر أن كلمة سيلفي أصبحت متواجدة في قاموس اللغة الانجليزية وترجمتها.

تقول الدكتورة ريهام الصّباغ طبيبة نفسية ، السيلفي هو عبارة عن تريند ظهر في السوشيال ميديا فعله شخص وهو مايسمى في الطب النفسي ” التعلم بالمحاكاة” بمعني اذا فعل شخص شئ ما وأصبحت مشهورة بلا شعوريا يقوم الكثير من الناس بفعل نفس هذا الشئ.

ويذكر أن هناك تجربة تم إجراؤها في إحدي العيادات وكان هناك 10 أشخاص في انتظار الطبيب وتم عمل التجربة على الشخص العاشر وطلب من الأشخاص التسعة بفعل أشياء كالوقوف مثلا أو الجلوس دون العاشر وبلا وعي وجد أن الشخص العاشر المقام عليه التجربة يقوم بتقليدهم وبفعل نفس حركات الأشخاص التسعة، وهذا مايسمى بالتعلم بالمحاكاة، وهذا مايحدث في السيلفي هي ظاهرة مستحدثة قام بها شخص واحد وحصل تعزيز في الموضوع وأصبحت ظاهرة عامة في المجتمع، وبالتالي يكون هناك تأثير اجتماعي.

وتابعت الدكتورة ريهام، الموضة في أمر معين حينما تظهر يستغربها الجميع في بداية الأمر ولكن حينما يبدأ التأثير الاجتماعي ويبدأ أكثر من شخص بفعل هذه الموضة يبدأ الجميع بلا وعي ولا إراديا بفعل نفس الشئ، ولا نريد أن ننسى لكل عقد من الزمن الطريقة التي كان يعبر بها الإنسان عن نفسه، أيام السبعينات والتسعينات كان هناك حفلات للرقص والغناء، لكن في أيامنا هذه ظهرت لغة السيلفي وهو يعبر الانسان عن نفسه وعن حياته التي يعيشها.

ومسميات التصوير ليست محصورة في اسم معين سواء بوز البطة أو غيره كل فترة يتغير مسمى السيلفي وذلك مجرد سخرية او دعابة لا أكثر، ومنهم من يقول لماذا تقوم الفتاة بتصوير نفسها على وضعية معينة هذا طبيعي لأن طبيعة الفتاة هي الجمال والجاذبية ومن حقها أن تظهر أجمل مافيها، حتى في السيلفي، ولكن لا نستطيع أن ننكر أن هناك حالات قليلة جدا قد تدمن التصوير والسوشيال ميديا وهذه استثناءات.

وأضافت “الصباغ”، يظن البعض أن من يقوم بتصوير نفسه يعاني من خلل نفسي أو عقلي هذا ليس له أساس من الصحة، إنما ذلك لمجرد الترفيه وإظهار جمال الفتاة أو تعبيرا عن سعادتها لأمر ما كالشاب الذي يقوم بتصوير نفسه في صالات الجيم وإبراز عضلاته وهو يعبر عن سعادته فقط او أنه قام بتحدي كبير حتى يصل لهذه الخطوة.

وأضاف الدكتور محمد عاشور طبيب نفسي، أن للأسف معظمنا يعاني من الإكتئاب، فلكل منا قصة حزينة في حياته قد يعاني منها الإنسان وبالتالي يضطر أن يعيش هذه السعادة في العالم الافتراضي أو مايسمى السوشيال ميديا، ويقوم بالتقاط صور سيلفي في حدث ما أو مكان ما أو بدون أحداث ويقوم بنشر صورته على مواقع التواصل الإجتماعي سواء على الفيس بوك أو تويتر أو انستغرام، والهدف هو الحصول على الحب والسعادة في عيون الناس عن طريق اللايك أو التعليقات الإيجابية، التي تغذيه بالسعادة التي يفتقدها.

مضيفا أننا إذا تعمقنا داخل الفتاة التي تقوم بالتقاط صور سيلفي لنفسها أيا كانت المسميات بوز البطة أو say cheese أو قول فول ، أو كانت تقوم بالتقاط صور لها في مرآة سنجد السبب الرئيسي في علم النفس وفي الواقع الذي نعيشه هو ” حب الظهور” وإذا تعمقنا أكثر وجدنا سبب حب الظهور الشعور بقلة الحيلة حيال أمر ما أو لا يستطيع إنعاش نفسه بالحب الذي يحتاجه، وفقدان الأمان العاطفي أو الإجتماعي.

وأيضا الفتاة في مجتمعنا وتقاليده وعاداته يكبت حرية الفتاة وفي التعبير عن الرأي لذلك في حالة اصابتها بالاكتئاب ولو كان طفيفا أو عدم شعورها بالاحتواء يجعلها تبحث عن السعادة من أي مصدر أخر ومن ضمنها السيلفي، وتريد أن تعبر عن جمالها وعن ظهورها وحضورها وذلك بواسطة العالم الافتراضي، وكلمة بوز البطة ليست بخلل عقلي أو جنون كما يظن البعض بل انها مجرد دعابة لا أكثر أو فعل أي حركات أخرى تلفت الانتباه لتوثيق الحدث أو اليوم وللضحك فيما بعد على ذكريات قديمة وهكذا، ولكن مجتمعنا يعاني من العنصرية وغالبا إلا لمن رحم ربي نظرته للفتاة دونية، وأن كل تصرفاتها تبث على الجنون واللاوعي، وهذا ليس بصحيح وقلة الثقافة في مثل هذه الأمور كثيرا ماتسبب العديد من المشكلات.

تواصلت المنصورة توداي مع المواطنين وبسؤالهم تقول بسمة سمير، مواطنة، أولا السيلفي دا مش حاجة جديدة
هو انتشر اوي لما الكاميرا الأمامية انتشرت
كانت موجوده زمان لما كنا بنقلب الموبيل ونتصور بالكاميرا الخلفية، وكل ما انتشرت الكام الاماميه كل ما زاد برامج للسيلفي تحسين للصوره وزي السناب شات ومحتوياته تغير فالشكل وحوار بوز البطه مجرد تغيير أنا بعملها ساعات بس ببقا وحشه بيها، وهو عباره عن حاجه متحوجناش لحد يصورنا ويذلنا بالصور، ومش بس بوز البطه اللي انتشر كمان حركة الصابعين اللي بيعملوها زي علامة النصر دي
وحركه البنات تتصور وتشاور علي بعض اللي هو خلي بالكوا فيه كائن هنا.

وأضافت : قرأت من قبل أن الوجه في السيلفي يكون أسوأ من الحقيقة، واعتقد هذه دراسة لمجموعة من الفتيات أطلقتها ربما لظهورهم بشكل لم يعجبهم فالسيلفي والحقيقه الله وحده أعلم.

بينما شريف وجدي، مهندس، كان له رأي أخر في الموضوع نفسه، مجتمعنا لم يعد يفرق بين الصواب والخطأ الناس ابتعدت عن الدين ولم تعد قريبة من الله كل مايشغل تفكيرهم الموضة، وتقليد الغرب البنت تخرج من منزل أهلها تمتلك أغلى الموبايلات والهدف منه هو الاطمئنان عليها ولكن كان للفتيات رأي آخر ” وهي تتصور بيه بوز البطة وتفرج الناس على شفافيها ومفاتنها للناس” ناسية أنها ستحاسب وأن أهلها شقوا من أجل شراء هاتف خلوي غال الثمن لها وهي تستخدمه لعمل بوز البطة.
مشيرًا إلى أن الشعب يركض خلف مايسمى بالموضة، وللأسف هناك بعض الشباب يقومون بنفس الفعل وفي اعتقادي هؤلاء غير مدركين مايفعلونه والسبب هو قلة الوعي والثقافة وغير قادرين على تحديد الصواب من الخطأ كما قلت مسبقًا، الأهم هو ان نواكب العصر ” ماشيين ورا التريند وخلاص”.
لافتًا يجب أن لا أظلم الكل قد يكون هناك جانب إيجابي من قبل الفتاة أثناء استخدامها لسباقي بوز البطة من الممكن أنها تواري عيوب في أسنانها أو شكل الفم أو تحاول أن تجعل شكل وجهها جميل بهذه الحركة.

وفي الختام عن الكاتب الكبير يوسف السباعى فى روايته بين الأطلال أن أكثر ما يشقى الإنسان فى حياته هو رغباته، حقيقة إنها قد تمتعه قليلاً، لكنها تحمل فى طيات تلك المتعة كل مسببات الشقاء، شقاء السعى، وشقاء الخيبة و شقاء الحرمان وحتى بعد الحصول عليها تحمل شقاء الملل، ومن وجهه نظرى هناك نقطه حيويه يغفل عنها الجمع الغفير من الناس وهو أن الإنسان الذكى يوعظ بغيره أما الغبى فيوعظ بنفسه، وإن لم نتخذ تجارب الغير وتجاربنا بإيجابياتها وسلبياتها الهادى للمسلك والطريق، فمما سنتعلم، ما يثيير الدهشه ان البشر صاروا كالقطيع يسيرون فى نفس الإتجاه بيقين الصواب برغم العكس، ثم إن الخضوع لشهوة الرغبة بمجرد التمنى يُلهى النفس عن إستواء مسعاها فى الحياة.

اترك تعليق