احمد حافظ يكتب ..عن أزمة وزير التعليم مع المعلمين وتصريح “الحرامية”

نشر الصحفى احمد حافظ الصحفى بجريدة الأهرام على صفحته على موقع التواصل الأجتماعى حوارة مع وزير التعليم  وكتب :-
التزمت الصمت منذ بداية الأزمة، لحين مشاهدة الصورة كاملة، فالوزير يقول لم أصف المعلمين باللصوص والكلام تم تحريفه، والزميل الصحفي يتحدى ويصر على أن الوزير قال ذلك، والمعلمون يساندون الزميل الصحفي.

الصحفى احمد حافظ

مبدئيًا.. أكثرية المعلمين شرفاء وهم من علّموا الوزير ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والطعن في شرفهم جميعًا طعن في شرف من يطعن، ومع احترامي الكامل للزميل الصحفي صاحب الحوار، فقط أكتب الآتي دون زيادة أو نقصان.
تحدثت مع الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم في مكالمة هاتفية طويلة، وتطرقنا للأزمة، وقال الآتي:
– إذا كان المعلمون لصوصا كما نُسب لي، فلماذا أقوم بتعديل قانون التعليم حتى يتثنى للمعلمين خريجي دبلوم معلمات أن تتم ترقيتهم لأول مرة في تاريخ الوزارة مثلهم مثل زملائهم، وهؤلاء عددهم 270 ألف معلم.
– إذا كان المعلمون لصوصا كما نُسب لي، فلماذا وقفت ضد قرار رئيس الوزراء بفصل 4 آلاف معلم فصلا نهائيًا لأن شروط تعيينهم مخالفة للقانون، وأصريت مرتين متتاليتين أمام جميع الوزراء في اجتماع الحكومة أن نعدّل القانون لإنقاذهم من الفصل برغم أنهم يستحقون الفصل، وقلت لرئيس الوزراء بالنص “مش عايز معلم يتفصل في عهدي حتى لو مش أنا اللي عينته في الحكومة”.
إذا كان المعلمون لصوصا كما نُسب لي، فلماذا وقعت على قرار عودة 30 ألف معلم كانوا مغتربين عن محافظاتهم، ووقعت قرار عودتهم إلى محافظاتهم الأصلية على مسؤوليتي الشخصية، برغم أن ذلك يتناقض مع عقود تعيينهم وناقشت الأمر في مجلس الوزراء 3 مرات حتى استجاب رئيس الحكومة.
– إذا كان المعلمون لصوصا كما نُسب لي، فلماذا أقوم حاليًا بالبحث عن بدائل لشرط محو الأمية الذي وقع عليه المعلمون كشرط للتعيين ولم ينفذوه وأصبح موقفهم القانوني معقد، ولا أريد لهم الأذى، وأبحث عن حل آخر ينقذهم من التعرض لأي مشكلة قانونية تؤثر على مستقبلهم الوظيفي.
– إذا كان المعلمون لصوصا كما نسب لي، فلماذا طالبت وزير المالية في حضور رئيس الجمهورية خلال شهر يونيو الماضي، بضرورة زيادة مرتبات المعلمين لأنهم المفترض أن يكونوا الأعلى دخلا في الحكومة كلها، وعندما رد وزير المالية وقال “الميزانية لا تسمح” قلت له “ضعهم في الحسبان، لأنهم آجلا أم عاجلا لابد وأن ترتفع رواتبهم”.
– إذا كان المعلمون لصوصا كما نسب لي، فلماذا أقوم بتدريب 500 ألف معلم منهم على أحدث النظم التربوية وبواسطة خبراء وجهات دولية معتمدة حتى نرفع من مستواهم الوظيفي.
– إذا كان المعلمون لصوصا كما نسب لي، فلماذا بدأت المشروع القومي الذي يحمل اسم “المعلمون أولًا”، ليكون المعلم هو أول شيء في التعليم وهو أساس التعليم.
وفي كلامي مع الوزير قال بالنص: “بأي عقل ومنطق إن كان المعلمون لصوصا كما نسب لي، إذن فلماذا أقوم بتدريب لصوص لأرتقي لهم؟ وأطلب زيادة في مرتبات لصوص؟ وأذهب لرئيس الحكومة مرتين لإقناعه بتحسين وضع وحياة لصوص؟ وأحمي لصوص من الفصل النهائي؟ وأقوم بتعديل القانون لترقية لصوص؟ وأضع بدائل لإنقاذ لصوص من الأذى الوظيفي لأنهم لم ينفذوا كل شروط التعيين؟.
عن نفسي، كصحفي ومحرر لشئون التربية والتعليم في بوابة الأهرام، لست بمدافع عن وزير فأنا ليس لي مصلحة معه، ولا واقف في صفه على حساب المعلمين، وأشهد الله أننى لا أهدف إلا لشيء واحد فقط.. أن تهدأ العلاقة بين الطرفين، وتصل الرسائل الإيجابية في محلها، علها تكون سببًا في إعادة أجواء الاحترام المتبادل، فأنا نقلت كلام الوزير حرفيّا، لنأخذه بالمنطق ونفكر فيه بالعقل، وندرك فحواه بهدوء بعيدًا عن التعصب.
لن أكون سعيدًا وأن أرى المعلمون يدافعوان عن نزاهتهم وهم الأحق بالنزاهة ولن أكون سعيدًا عندما أرى معلمًا يكتب على صفحته أنا “مش حرامي”.. أنت يا سيدي لا كنت ولن تكون هكذا، فأنت من علمت الرئيس والوزير والقاضي والمحافظ.
نقلت كلام الوزير معي دون تلوين، فهكذا قال.. وهكذا عدد مواقفه تجاه المعلمين، فليس دوري أن أقف في صف طرف على حساب آخر وأكتب أخبارا من هذا ليرد عليها الطرف الآخر وتكون معركة كلامية، بقدر ما يتعاظم دور الصحفي – الاجتماعي- عندما يكون وسيط خير بين الطرفين، لأن كلاهما لا يمكن أن يكون بعيدًا عن الآخر أو تتوتر بينهما العلاقة.. اقرأوا كلام الوزير لتعرفوا: لماذا فعل كل ذلك مع المعلمين وفي نفس الوقت يصفهم باللصوص؟!.. إن قناعتي التي لن تتغير أن اللص الحق هو من لا يعرف قيمة ومكانة المعلم ويحتقر من شأنه، وسواء قبلتم ما نشرته كوساطة خير أو لم تقبلوه، فلن يتناقص احترامي لكم..

اترك تعليق