طبيبة نفسية: قتل الأطفال وتعذيبهم على يد الأباء بسبب العنف الموجه ضد المرأة…ولابد من العلاج النفسي قبل الزواج

 

كتب: ريهام مصطفى

شهدت محافظة الدقهلية في الأونة الأخيرة عدة جرائم ووقائع أبشع من بعضها والمجرم المشترك بينها هو الأب في مركز طناح تجرد أب من مشاعر الأبوة والإنسانية ليقوم بذبح ابنه بدم بارد بمشرط طبي ويتخلص منه وتليها واقعة لاتقل عنها بشاعة في مدينة نبروه قام أب عديم الضمير بتجريد ابنته الرضيعة من ملابسها في أجواء البرد القارصة زاحفة عارية تصرخ على أرض إحدى الشوارع الباردة.

قالت الدكتورة ريهام الصباغ، طبيبة نفسية، في البداية هذه الجرائم البشعة لايجب أن نصمت عليها ولا نكمم الأفواه لابد من ردة فعل قوية ورادعة هذه الجرائم في حاجة إلى الحركة ويجب على الأباء المجرمين سحبهم وسجنهم ومعاقبتهم أشد العقاب وماحدث مع طفلة نبروه يعد شروع في القتل.

تابعت ” الصباغ” حديثها على أن الفيس بوك أو مواقع التواصل الاجتماعي أداة قوية ولها تأثير رادع من الممكن أن تحرك السلطات ناحية المجرمين كلنا مسؤول وخصوصا في مثل هذه القضايا.

وسبب ظهور هذه الجرائم بكثرة أن الأم قد تكون معنفة بمعنى أنه قد تم ممارسة العنف تجاهها منذ الصغر ليس من قبل الزوج بل من جانب الأهل مثل والدة طفلة نبروه التي اكتفت بتصويرها لضعف شخصيتها، الإنسان عندما يتعرض للعنف وهو صغير يخرج من جسده نوعين من التفاعلات إما أن يدافع عن نفسه أو يتجمد مكانه وهذا ماحدث لوالدة الطفلة حركة من الشلل انتابتها والتجمد في مكانها.

تواصل ” الصباغ” كلامها نحن أمام قضية كبيرة جدا بحاجة إلى تدخل قانوني وتدخل الدولة ومنظمات حقوق الإنسان، العامل الرئيسي هو العنف الذي يحدث للمرأة ليس قليل بسبب العنف نحن نفرز في المجتمع بيوت مشوهة، هناك سيدات كثر لا يستطيعن طلب الطلاق أو أخذ القرار لأنها معنفة من قبل أهلها تحت بند ” مفيش ست تتطلق مفيش ست تسيب بيت جوزها”.

ولو قررت أن تكمل حياتها فهي من داخلها إنسانة مشوهة كيف ستربي أطفالها في وسط هذا العنف المرأة ينظر اليها أنها أداة للمتعة فقط وجسدها للجميع ومن العيب أن ترفع صوتها في وجه زوجها، في هذه الحالة ياإما أن تتمرد بشكل مرضي وتقوم بفعل عكس مايقال لها ومايكرهه المجتمع تمارسه، أو تتوحد مع المعتدي العالم الذكوري بمعنى عندما تنجب طفل ذكر تربيه بفكر مشوه وأن له شخصية وترسخ داخله ممارسة العنف تجاه المرأة ويظهر لدينا هذه الشخصيات الذكورية المشوهة داخليا التي نتعامل معها.

والعنف ضد المرأة لا يؤثر عليها وحدها لأنها تربي أجيال ورجال تؤثر فيهم، لذلك لن نشهد أي تقدم ولا خير طالما أن البيوت ليس بها أمان وتخرج لنا رجل حاقد على المجتمع نرجسي كاره للمجتمع به صفات سيكوباتية بالإضافة غياب القانون الرادع وغياب الحماية.

والنقطة المهمة أن الرجل يمتلك فكرة مجنونة أو غير عقلانية أنه يتعامل مع الطفل ليس ابنه في حال خلافاته مع زوجته يكسر قلبها بقتله لأطفاله أو تعذيبهم ناسيا أنه هو أيضا عليه مسؤولية كبيرة تجاه أطفاله وأنهم فلذة كبده وذلك يعود بسبب الأنانية التي قامت السيدات المعنفات بتربية الرجال عليها وأن الزوجة مجرد حمل عليه فقط لا أكثر غير مسؤول عنها ولا عن أطفاله.

وأضافت الدكتورة ريهام أن هناك سيدات متزوجات شعرن أن بداخلهن مشوه وقررن العلاج للتعامل بشكل سليم مع المجتمع وتربية أطفال تربية سوية وكذلك هناك العديد من الشباب والفتيات رفضوا الزواج وانجاب الاطفال إلا بعد أن يتعالجوا نفسيا من التشوه الذي يعانون منه بسبب العنف لابد من العلاج النفسي قبل الزواج وتربية الأطفال.

التعليقات متوقفه