محافظ الدقهلية يهدم تراثها التاريخى قبل رحيله

الصحفى نبيل سيف

– جدار عازل قبيح ب8 ملايين جنيها دمر اشهر مبانى المنصورة

كتب : نبيل سيف

لسنوات عديدة ماضية تقترب من نصف قرن كان مبنى محافظة الدقهلية بمدينة المنصورة جوهرة مبانى المدينة ودرة معمارية لامثيل لها ،ورمز للمحافظة تعرف به فى كل انحاء العالم على مدار نصف قرن تقريبا ،حتى وصل المحافظ الحالى الى مقعدة خلسة .
حتى مبنى المحافظة لم يسلم منه ،وهو يودع ايامه الاخيرة فى منصبة ،مصرا على ان يكون القبح عنوان لمبنى المحافظة ،ومتحديا الجميع ،فى الدولة ،بداية من الرئيس ورئيس الوزراء ،وحتى خبراء التنسيق الحضارى ،فقد اصبح طبيب الكبد الذى جاء به الحظ محافظا لعروس الدلتا ،عدوا للجمال .

فجاءة استيقظ اهالى المنصورة على معاول محافظ الدقهلية تحفر حول درة معمار الدقهلية لتدشين اكبر سور عازل قبيح الشكل واللون والتصميم حول مبنى المحافظة دون اى اكتراث لقيمة المبنى التاريخية والحضارية وانه مسجل رسميا ، ودون حتى الرجوع لجهاز التنسيق الحضارى المسؤول عن ازالة القبح من وجه مصر ،فقد اصبح المحافظ سيد قراره ،واصبحت الشلة المحيطة به يزرع احلام الوزارة فى راسه بسبب انجازته التى لا تتجاوز الفضاء الالكترونى .

– الفنان حمدى ابو المعاطى : أجمل المباني الحكومية تصميميا على مستوى الجمهورية

بحسب الفنان التشكيلى الكبير حمدى ابو المعاطى فان مبنى محافظة الدقهلية من المباني ذات القيمة المعمارية المميزة والغير متكررة ويعتبر من أجمل المباني الحكومية تصميميا على مستوى الجمهورية حيث يعتبر تصميمه المعماري غير تقليدي الكتلة كبقية مباني دواوين المحــافظات في باقي الجمهورية، ومنذ إنشائه بأواخر الستينيات وهو يقدم خدماته بلا جدران عازلة عن المجتمع المحيط به وحتى وقتنا الحالي.
لذلك وجه الفنان ابو المعاطى انذار على يد محضر ومعه 2 من المخلصين من ابناء الدقهليه وهم طارق البربرى ووائل عبد الملاك للمحافظ لوقف القبح الذى يحيط به المحافظة ،فاذا بالرجل يطلق تصريحاته ان السور القبيح امنى الهدف منه امنى بالدرجة الاولى ،رغم ان مبنى المحافظة ظل سنوات طويلة وعديدة امن حتى فى اشد سنوات مصر بلاء بالارهاب خلال السنوات ال4 الماضية .
بحسب الانذار الرسمى الذى لم يلتفت له المحافظ وضرب به عرض الحائط فان ” … هذا الجدار المزمع إقامته يمثل تعديا صارخا على حرم الطريق العام، حيث سيتم استقطاع أجزاء من الشوارع المحيطة بالمبنى لبناء السور ليزيد من عناء المواطنين بالدقهلية والذين يشعرون بأزمة مرورية يومية عنيفة .
وطالب الانذار المحافظ بسبب حالة الغضب التي تسيطر على أبناء محافظة الدقهلية عامة والمنذرين خاصة بوقف أعمال التعدي على حرم الطريق ووقف أعمال التعدي على الحديقة المقابلة لمبنى المحافظة وقتل الحياة الخضراء بها والتشويه المعماري لمبنى محافظة الدقهلية ببناء السور العازل ما بين مبنى المحافظة وبين أبناء المحافظة بالدقهلية.
وكان رد المحافظ الاسراع فى بناء جداره القبيح ،خاصة بعدما تحول الامر الى دعوى قضائية امام محكمة القضاء الادارى بمجلس الدولة بالمنصورة وتحدد لها يوم 19 فبراير القادم للنطق بالحكم .

– طارق البربرى : الجدار تعدى صارخ على حرم الطريق العام

ويشير المحاسب / طارق البربرى احد ابناء الدقهلية وصاحب الدعوى الى ان مبنى محافظة الدقهلية كانت من الأماكن التي شهدت أحداث ثورتي 25 يناير – 30 يونيو بميدان المحافظة، ورغم أن الأحداث قد شملت جمعة الغضب وشملت أحداث فبراير 2013 وغيرهما من الأحداث ذات الطابع الثوري العنيف إلا أن مبني المحافظة لم يمس ولم يطال بأذى في ظل حماية الشعب له ورفض أي عبث به احتراما وحفاظا على هذا المبنى العريق وما يشكله.
وبحسب صحيفة الدعوى التى سوف يصدر الحكم فيها يوم 19 فبراير فان سور المحافظة القبيح مخالف لقانون بناء الأماكن حيث قد نصت المادة 39 من القانون رقم 119 لسنة 2008 ( يحظر إنشاء مبان أو منشآت أو إقامة أعمال أو توسيعها أو تعليتها أو تعديلها أو تدعيمها أو ترميمها أو هدم المباني غير الخاضعة لقانون هدم المباني غير الآيلة للسقوط جزئيا أو كليا أو إجراء أى تشطيبات خارجية دون الحصول على ترخيص فى ذلك من الجهة الإدارية المختصة بشئون التخطيط والتنظيم وفقا للاشتراطات البنائية وقت إصدار الترخيص ولما تبينه اللائحة التنفيذية لهذا القانون .

بحلول يوم 19 فبراير القادم حيث يصدر حكم القضاء الشامخ فى “الجدار القبيح ” ، قد يكون محافظ الدقهلية غادر كرسيه الى منزله ليستريح ويريح معه ومنه اهالى الدقهلية ،تركا لهم جدار عازل سوف يكون بمثابة اهدار مال عام يستوجب التحقيق مع صاحبة طبقا للقانون ،خاصة وان الحل الوحيد لانقاذ مبنى المحافظ التاريخى من هذا القبح هو هدم السور وضياع 8 ملايين جنيها بسبب نزوات البيه المحافظ السابق .

اضغط هنا لقراءة نبيل سيف يكتب :توريط الرئيس فى فنكوش محافظ الدقهلية

 

الجدار العازل حول مبنى المحافظة

اترك تعليق