كتبت: ساره طارق حسن
تصدر هاشتاج ترامب يغلق الحكومة قائمة الهاشتاجات، مسجلاً أكثر من مليون تغريدة علي موقع التواصل الإجتماعي تويتر, و تم مشاركته من قبل فنانين ومشاهير وسياسيين, و قد ألقي المغردون باللوم على الرئيس ترامب، موضحين إنه يقود الولايات المتحدة إلى الإنهيار, حيث تزامن الإغلاق مع ذكرى توليه الحكم, كما وصفه بعض النشطاء بأن فترة حكمه هي الاسوأ في تاريخ أمريكا, وسخر آخرين منه.
ويرجع السبب الأساسي لهذا الهاشتاج, توقف نشاط ومؤسسات الإدارة الفدرالية الأمريكية بعد الفشل في تمرير تشريع بموازنة مؤقتة جديدة, حيث أن الإغلاق الحكومي يحدث وفقاً لقانون التصديق على الموازنة العامة الفيدرالية في بداية العام المالي الفيدرالي في البلاد, لكن مجلس الشيوخ غالباً ما يتأخر في تمرير تشريع الموازنة، مما يظهر الحاجة الملحة إلى تمديد العمل بموازنة العام السابق لفترات إضافية بصفة مؤقتة, حتى يصدق تشريع الموازنة الجديدة، و لكن إن فشلت الإدارة الفدرالية الأمريكية في تمرير التشريع, و تصبح المؤسسات التابعة للحكومة الفيدرالية عرضة لخطر الإغلاق لتوقف تمويلاتها و توقف طواقم العمل في وزارات الإسكان، و البيئة، و التعليم، و التجارة, كما يتوقف الكثير من العمالة في وزارات الخزانة، و الصحة، و الدفاع، و النقل, عن العمل, و تغلق المتنزهات العامة و المزارات السياحية و الترفيهية التي تديرها الحكومة الفيدرالية, أيضاَ قد يتوقف إصدار تأشيرات الدخول وجوازات السفر, لكن الجهات المسؤلة عن أمن المواطنين وممتلكاتهم تستمر في العمل.
و لم يحصل مشروع قانون الموازنة المؤقتة للحكومة الفيدرالية لهذا العام على الأصوات المطلوبة لتمريرها من المجلس، قبل إنتهاء موعد الموازنة المؤقتة الماضية, و قد تبادل الرئيس الأمريكي ترامب و الديمقراطيين و الجمهوريين, التهم واللوم علي بعضهم البعض, حيث وضع ترامب اللوم علي الديمقراطيين, حيث يعتقد أنهم يضعون السياسة فوق المصلحة العامة للشعب الأمريكي, بسبب اهتمامهم الكبير بالمهاجرين غير الشرعيين أكثر من اهتمامهم بالقوات المسلحة الأمريكية، وتأمين الحدود الجنوبية, كما وضع الديمقراطيون اللوم عليه, بسبب رفضه مقترح مشترك للموازنة الذي قدم إليه، و الذي ينضمن توفير التمويل اللازم لحماية المهاجرين من الترحيل إلى بلادهم مرة أخرى, و كما تبادل الحزبين الديمقراطي و الجمهوري اللوم , بسبب أن الجمهوريين يريدون زيادة التمويلات الخاصة بتأمين الحدود الأمريكية، بما في ذلك الجدار العازل الذي آمر ترامب ببنائه على الحدود مع المكسيك، بالإضافة إلي إصلاحات في قوانين الهجرة وزيادة الإنفاق العسكري, و قد وضعوا بدورهم بعض البنود التي رأوا أنها تجعل مشروع قانون الموازنة أكثر جذباً للديمقراطيين، من بينها تمديد تغطية برنامج التأمين الصحي لست سنوات لأطفال الأسر محدودة الدخل، لكن الديمقراطيون يريدون أن تمتد هذه التغطية التأمينية مدى الحياة لهذه الفئة من الأطفال, و قد تعهد قادة الحزبين في المجلس بالإستمرار في المحادثات لتسوية الأزمة الحالية، وهو ما لقي استحسان ميك مولفاني مدير الموازنة في البيت الأبيض, حيث أعرب عن تفاؤله حيال التوصل إلى تسوية في وقت قريب.
